في لحظة وصفت بالتاريخية، شهدت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان أمس إعلان انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، ليحمل الاسم البابوي “ليون الرابع عشر”، ويكون أول أمريكي يتولى هذا المنصب منذ تأسيسه قبل أكثر من ألفي عام.
جاء هذا الانتخاب بعد وفاة البابا فرنسيس يوم 21 أبريل 2025، حيث اجتمع مجمع الكرادلة في كابيلا سيستينا وسط ترقب عالمي لاختيار خليفة للبابا الراحل، الذي ترك إرثًا روحيًا وإنسانيًا عظيمًا.
ليون الرابع عشر، الذي يبلغ من العمر 69 عامًا، وُلد في شيكاغو عام 1955 وخدم طويلًا كمبشر في بيرو، مما أكسبه خبرة واسعة في القضايا الإنسانية والاجتماعية في أمريكا اللاتينية. قبل انتخابه بابا، كان يشغل منصب رئيس مجمع الأساقفة في الفاتيكان، ويُعرف بمواقفه المعتدلة وقدرته على الإصغاء والتقريب بين الأطراف.
في أول خطاب له من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، خاطب البابا الجديد الملايين قائلًا: “دعونا نعيد بناء الكنيسة على أسس المحبة والتواضع في عالم يُهدده الجفاف الروحي وطغيان الماديات”، مؤكدًا أن أولوياته ستكون تعزيز الوحدة، محاربة الفقر، والانفتاح على الحوار بين الأديان.
رسالة البابا ليون الرابع عشر بدت امتدادًا لخط البابا فرنسيس، لا سيما في الدفاع عن المهاجرين، والاهتمام بالبيئة، والتأكيد على كرامة الإنسان في مواجهة أزمات العصر. إلا أن المراقبين يتوقعون أيضًا أن يضيف البابا الجديد بصمته الخاصة، خصوصًا في ملف الإصلاحات داخل هيكل الكنيسة.
هذا الحدث التاريخي لا يعكس فقط التحول في ملامح الكنيسة الكاثوليكية، بل يُعبّر أيضًا عن توجه أوسع نحو عالمية المؤسسة الدينية التي بدأت تتجاوز الحدود التقليدية، لتُصبح أكثر تنوعًا وشمولًا.
يبقى السؤال الآن: كيف سيقود البابا الأمريكي الكنيسة وسط التحديات العالمية المتزايدة؟ الإجابة تبدأ من اليوم، من روما، ولكنها ستصل إلى كل زاوية من زوايا الأرض حيث يوجد مؤمنون يبحثون عن الإيمان، والعدل، والأمل.