أثار عضو الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري، راندي فاين، عاصفة من الانتقادات المحلية والدولية بعد تصريحات مثيرة للجدل دعا فيها صراحة إلى استخدام السلاح النووي ضد قطاع غزة. وفي مقابلة إعلامية، شبّه فاين الوضع الراهن بما قامت به الولايات المتحدة ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية، قائلاً: “لقد قصفنا هيروشيما وناغازاكي مرتين للحصول على استسلام غير مشروط. يجب أن نفعل الشيء نفسه مع غزة”.
تصريحات فاين جاءت في خضم تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين، الأمر الذي زاد من حدة الغضب تجاه خطابه التحريضي. ووصف في تصريحاته الفلسطينيين بـ”الشياطين”، مشيرًا إلى أنه “لا يوجد شيء اسمه مدنيون أبرياء في غزة”.
وقد لاقت هذه التصريحات استنكارًا شديدًا من العديد من الجهات والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي وصفت كلام فاين بأنه “دليل إضافي على الفكر الإجرامي الاستعماري الذي يهيمن على بعض صناع القرار الأمريكيين”. وأكدت حماس أن هذه الدعوة “تمثل جريمة حرب وتكشف العقلية الفاشية التي تبرر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني”.
من جانبها، أدانت منظمة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) التصريحات بشدة، واعتبرتها “دعوة صريحة لإبادة جماعية” وطالبت بمحاسبة فاين، مؤكدة أن خطابه لا يمثل القيم الأمريكية، ويهدد حياة الملايين ويشجع على الكراهية العرقية والدينية.
لم تقتصر ردود الأفعال على الداخل الأمريكي، بل امتدت إلى الساحة الدولية، حيث أعربت منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة عن قلقها الشديد من طبيعة الخطاب المتطرف الذي صدر عن عضو في الكونغرس. وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن “التحريض على استخدام أسلحة دمار شامل ضد مناطق مأهولة يمثل تهديدًا للسلام الإقليمي والدولي”.
كما دانت عدة دول عربية وإسلامية هذه التصريحات، ووصفتها بأنها تمثل خروجًا خطيرًا عن القانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، مطالبين الإدارة الأمريكية بالتوضيح، والتحرك لمنع تكرار مثل هذه الدعوات.
راندي فاين ليس جديدًا على التصريحات الحادة، فقد سبق له أن عبّر عن مواقف عدائية تجاه المسلمين والفلسطينيين. ويُعرف بكونه من أبرز الداعمين لإسرائيل داخل الكونغرس الأمريكي، لكنه تجاوز في هذه المرة الخطوط الحمراء حسب وصف مراقبين.
في أعقاب التصريحات، دعت عدة منظمات ونواب في الحزب الديمقراطي إلى فتح تحقيق فوري مع فاين، بل وطالب البعض بعزله من منصبه لانتهاكه مبادئ السلام والتعايش. وأكد عدد من النشطاء أن مثل هذه التصريحات يمكن أن تؤدي إلى تشجيع جرائم حرب على أرض الواقع.
تعكس هذه التصريحات حجم الانقسام الحاد داخل الولايات المتحدة حول السياسة الخارجية، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. كما تثير تساؤلات خطيرة حول حدود الخطاب السياسي، وما إذا كان يجب السماح لممثلين في مؤسسات ديمقراطية بالترويج لفكر الإبادة واستخدام أسلحة محرّمة دوليًا.
ويُتوقع أن تستمر تداعيات هذه التصريحات في الأسابيع القادمة، وسط ضغط شعبي ورسمي لمحاسبة فاين ووضع حد للخطاب المتطرف داخل الكونغرس الأمريكي.