في الأيام الأخيرة، شهدت مدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء ظهورًا نادرًا لسمكة القرش الحوتي، مما أثار اهتمامًا واسعًا بين السكان المحليين والسياح على حد سواء. القرش الحوتي، المعروف علميًا باسم Rhincodon typus، يُعد أكبر أنواع الأسماك في العالم، حيث قد يصل طوله إلى 18.8 مترًا، ويتغذى على العوالق البحرية والأسماك الصغيرة عبر عملية الترشيح، مما يجعله غير مفترس وآمن للبشر.
تم رصد القرش الحوتي بالقرب من شاطئ اللاجونا في دهب، وهو ما دفع السلطات البيئية إلى اتخاذ إجراءات احترازية لضمان سلامة الزوار. أعلنت وزارة البيئة عن إغلاق مؤقت للشاطئ ومنع الأنشطة البحرية مثل السباحة والغوص، لحين الانتهاء من تقييم الوضع والتأكد من نوع القرش وسلوكه. وأكد الدكتور محمد سالم، رئيس جهاز حماية الطبيعة، أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الحرص على سلامة المواطنين والسياح، مشيرًا إلى أنه لم يتم تسجيل أي حوادث أو إصابات نتيجة لظهور القرش.
القرش الحوتي يُعتبر من الأنواع المهاجرة، حيث ينتقل عبر المحيطات بحثًا عن الغذاء، وغالبًا ما يظهر في مناطق البحر الأحمر خلال فترات معينة من السنة. ظهوره في دهب يُعد مؤشرًا إيجابيًا على صحة النظام البيئي البحري في المنطقة، إذ يدل على توافر الغذاء المناسب له مثل العوالق البحرية. وقد أوضح الدكتور أحمد غلاب، الباحث البيئي بمحميات البحر الأحمر، أن تكرار ظهور القرش الحوتي في مناطق مثل الغردقة ومرسى علم يُعد ظاهرة صحية تعكس نظافة البيئة البحرية وتوازنها.
من الجدير بالذكر أن القرش الحوتي يُعرف بسلوكه الهادئ والمسالم، ولا يُشكل خطرًا على البشر. ومع ذلك، توصي السلطات بعدم الاقتراب منه أو محاولة لمسه، وترك مسافة آمنة لا تقل عن 10 أمتار، حفاظًا على سلامة الجميع. كما تُشدد على أهمية عدم إطعامه أو محاولة تغيير مساره، لضمان عدم تعريضه للتوتر أو السلوك غير المعتاد.
السلطات البيئية تعمل حاليًا على مراقبة الوضع عن كثب، وتقوم بإجراء الدراسات اللازمة لفهم أسباب ظهور القرش الحوتي في هذه المنطقة. ومن المتوقع أن يتم إعادة فتح الشاطئ واستئناف الأنشطة البحرية بمجرد التأكد من زوال أي مخاطر محتملة.
ظهور القرش الحوتي في دهب يُعد فرصة فريدة للتوعية بأهمية الحفاظ على الحياة البحرية والتنوع البيولوجي، ويُبرز الحاجة إلى تعزيز الجهود الرامية إلى حماية البيئة البحرية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.