شهدت مدينة الإسكندرية، فجر اليوم السبت 31 مايو 2025، عاصفة ثلجية مفاجئة غطت بعض أحيائها بطبقة من الثلوج، في ظاهرة جوية غير مسبوقة في هذا التوقيت من العام.
تساقطت الثلوج على مناطق العطارين وبحري، بينما استمرت الأمطار الغزيرة في الهطول على باقي أنحاء المحافظة، وسط طقس بارد وأجواء غير معتادة، مما أثار دهشة وقلق سكان المدينة.
اللواء محمود نافع، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالإسكندرية، أوضح أن موجة الأمطار بدأت في الرابعة فجرًا، وتزايدت حدتها لتتحول إلى أمطار غزيرة ثم ثلوج. وأكد أن الشركة كانت على استعداد تام للتعامل مع هذه الظروف، حيث تم نشر الوحدات في أنحاء المحافظة لضمان عدم تعرض أي منطقة للغرق.
مناطق العجمي والعامرية كانت من أكثر المناطق تضررًا بموجة الأمطار، وتم تصريف مياه الأمطار للترع والمصارف لتخفيض منسوب المياه، مما ساعد في استيعاب مجاري الصرف الصحي للتصرفات الزائدة من الأمطار.
الهيئة العامة للأرصاد الجوية حذرت من استمرار موجة التقلبات الجوية، وتزايد فرص سقوط أمطار متوسطة إلى غزيرة على مناطق من السواحل الشمالية وشمال الوجه البحري، تكون مصحوبة أحيانًا بحبات البرد ورعدية.
في سياق متصل، دفعت شركة الصرف الصحي بالإسكندرية بنحو 180 سيارة لسحب أي تجمعات لمياه الأمطار بمختلف أنحاء المحافظة لضمان استمرار السيولة المرورية، فضلًا عن استمرار أعمال التطهير للشنايش والمطابق.
محافظ الإسكندرية، اللواء محمد الشريف، وجه برفع درجة الاستعداد والطوارئ في جميع الأجهزة التنفيذية على مستوى الأحياء، للتعامل مع موجة الطقس السيئ وسقوط الأمطار.
من جانبها، أكدت الهيئة العامة لميناء الإسكندرية انتظام حركة السفن والبضائع دون تأثير لموجة الطقس السيئ أو الأمطار، لوجود ارتفاعات البحر المتوسط في المعدلات التي تسمح بحركة الملاحة البحرية.
تأتي هذه العاصفة الثلجية في إطار تأثيرات العاصفة الثلجية “إليكسا 2″، التي ضربت عدة دول عربية، بما في ذلك مصر، وتسببت في انخفاض شديد بدرجات الحرارة وتساقط الثلوج في مناطق غير معتادة على مثل هذه الظواهر.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مصر لعاصفة ثلجية، حيث شهدت البلاد في عام 2013 العاصفة الثلجية “أليكسا”، التي حولت بعض المناطق إلى مشاهد شبيهة بأوروبا.
الخبراء يشيرون إلى أن هذه الظواهر الجوية غير المعتادة قد تكون نتيجة للتغيرات المناخية العالمية، مما يستدعي مزيدًا من الاستعداد والتخطيط لمواجهة مثل هذه الأحداث في المستقبل.
تُعد هذه العاصفة الثلجية حدثًا نادرًا في تاريخ الإسكندرية، وتسلط الضوء على أهمية الاستعداد لمواجهة التغيرات المناخية المفاجئة.