في حادثة تُعد من أضخم قضايا السرقة في مصر خلال السنوات الأخيرة، تعرضت فيلا الدكتورة نوال الدجوي، رئيسة مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA)، الكائنة بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، لعملية سطو ممنهجة تم خلالها الاستيلاء على أموال ومشغولات ذهبية تُقدّر قيمتها الإجمالية بأكثر من 300 مليون جنيه مصري.
تباشر نيابة أكتوبر التحقيق في واقعة سرقة فيلا الدكتورة نوال الدجوي، بعدما فوجئت الأخيرة باختفاء مبالغ ضخمة ومشغولات ذهبية من داخل خزائن الفيلا الكائنة بمدينة 6 أكتوبر.
كشفت التحقيقات الأولية أن الجناة استولوا على نحو 50 مليون جنيه مصري، و3 ملايين دولار أمريكي، و350 ألف جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 15 كيلوغرامًا من الذهب، دون وجود أي آثار عنف أو كسر، ما يرجح أن يكون المتهم على دراية كاملة بمداخل الفيلا وشفرات الخزائن.
تلقى قسم شرطة أول أكتوبر بلاغًا من الدكتورة نوال الدجوي، يفيد باكتشافها سرقة محتويات ثلاث خزائن حديدية داخل الفيلا بعد محاولة فاشلة لفتحها، حيث تبين لها أن الشفرات الرقمية الخاصة بها تم تغييرها بالكامل.
وأكدت الدجوي في محضر الشرطة أن هذه الأموال تمثل ميراثًا عائليًا تم تقسيمه منذ عامين، وكانت محفوظة داخل الخزائن كأمانة، مشيرة إلى عدم وجود خدم أو زوار غرباء خلال الفترة الأخيرة.
وعلى الفور، انتقل فريق من مباحث أكتوبر، بقيادة اللواء أحمد خلف، إلى موقع البلاغ لمعاينة الفيلا ورفع البصمات وفحص كاميرات المراقبة بالمنطقة. وتشير التحريات الأولية إلى احتمالية تورط أحد المترددين على الفيلا أو من لهم علاقة قريبة بالعائلة.
وأمرت النيابة بتشكيل لجنة لفحص الخزائن وتحليل الأدلة، كما تم استدعاء أفراد من الأسرة والعاملين بالمنزل لسماع أقوالهم. وتم تكليف فرق البحث بسرعة ضبط الجناة.
أفادت د. نوال في أقوالها بأن الخزائن كانت مغلقة بشفرات رقمية محفوظة داخل الأسرة. عند محاولتها فتحها، فوجئت بعدم استجابتها، لتكتشف لاحقًا أن الشفرات قد تم تغييرها بالكامل. لم تظهر علامات عنف على مداخل الفيلا أو الشبابيك، ما يُرجّح دخول الجاني بطريقة شرعية أو بمساعدة من أحد أفراد الدائرة المقرّبة.
التحريات الأولية التي تجريها إدارة البحث الجنائي بالجيزة تشير إلى أن أحد المترددين على الفيلا قد يكون ضالعًا في الحادث. الأجهزة الأمنية تُراجع حالياً كاميرات المراقبة بالمنطقة، وكذلك سجلات الدخول والخروج من المدينة. يُشتبه في أن يكون هناك دافع شخصي أو عائلي، خصوصًا في ظل ذكر الدكتورة أن الأموال تعود إلى ميراث عائلي تم تقسيمه في جلسة عائلية منذ أكثر من عامين. النيابة العامة بدأت التحقيق واستدعت عدة أفراد من العائلة والعمالة المنزلية للاستماع إلى أقوالهم.
أثارت الواقعة جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد الكشف عن حجم الأموال التي كانت مخزنة داخل الفيلا بدلاً من البنوك. علق بعض الخبراء القانونيين على خطورة تخزين هذه الثروات الضخمة دون حماية مصرفية، مطالبين بفتح ملف تنظيم حيازة النقد والذهب في المنازل. وأن هناك مخاوف من تكرار حوادث مشابهة.
ولا تزال التحقيقات جارية، وسط تأكيدات من الجهات الأمنية بسرعة كشف غموض الحادث وضبط الجناة خلال الساعات المقبلة.
حادثة سرقة فيلا د. نوال الدجوي تمثل نموذجًا لجرائم السطو الهادئ، المدبّرة باحتراف، مع توافر مؤشرات على معرفة الجناة الدقيقة بمداخل المنزل ومحتوياته. وتبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد الجناة والكشف عن ملابسات هذا الحادث الكبير الذي هزّ الرأي العام المصري.
وتُعد د. نوال واحدة من أبرز الشخصيات التعليمية في مصر. أسست جامعة MSA في التسعينيات، وهي أول جامعة مصرية تعتمد نظام الشراكة مع الجامعات البريطانية. وتولت مناصب تعليمية واستشارية هامة في وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي.