في ليلة كروية ممتعة على استاد القاهرة الدولي، فرض النادي الأهلي سيطرته الكاملة على مجريات اللقاء أمام حرس الحدود، ليحقق فوزًا كاسحًا بخماسية نظيفة في الجولة الرابعة من مرحلة الحسم في الدوري المصري الممتاز، مساء اليوم الأحد 4 مايو 2025. بهذه النتيجة، رفع المارد الأحمر رصيده إلى 46 نقطة، ليقترب بشدة من بيراميدز متصدر الجدول بفارق نقطة واحدة فقط.
منذ الدقيقة الأولى، بدا واضحًا أن الأهلي دخل اللقاء عازمًا على حسم الأمور مبكرًا. ضغط عالي، انتشار سريع، وتحركات ذكية من عناصر الهجوم أربكت دفاعات الحرس، وجاء أول الأهداف سريعًا في الدقيقة التاسعة عن طريق طاهر محمد طاهر الذي استغل تمريرة عرضية أرضية ليسدد بقوة داخل الشباك معلنًا البداية الحمراء.
استمرت الهيمنة الأهلاوية، وفي الدقيقة 27 أضاف أحمد نبيل “كوكا” الهدف الثاني بتسديدة رائعة بعد كرة مرتدة من ركنية، ليؤكد تفوق لاعبي الوسط في فرض الإيقاع والتحكم بالمباراة. وأظهر كوكا مستوى مميزًا في قطع الكرات وبناء الهجمات.
الشوط الثاني شهد مواصلة الضغط، وأثبت الفلسطيني وسام أبو علي أنه صفقة ناجحة بعد أن سجل الهدف الثالث في الدقيقة 55 من رأسية متقنة إثر عرضية من إمام عاشور. هدف أكد على التناغم بين لاعبي الخط الأمامي والقدرة على تنويع أساليب التسجيل.
المدير الفني عماد النحاس المعين خلفا لمارسيل كولر الذي تمت إقالته عقب تعادل الأهلي مع صن داونز في بطولة دوري أبطال أفريقيا، أجرى عدة تغييرات بعد الاطمئنان على النتيجة، فدفع بحسين الشحات الذي لم يخيب الآمال، حيث أحرز الهدف الرابع في الدقيقة 73 بعد جملة جماعية رائعة اختتمها بتسديدة قوية من داخل المنطقة. ومع نهاية المباراة، اختتم محمد هاني الخماسية بهدف خامس في الدقيقة 90+4 بعد متابعة كرة مرتدة من الحارس.
دفاع الأهلي بقيادة رامي ربيعة وياسر إبراهيم لم يسمح بأي تهديد حقيقي على مرمى محمد الشناوي، بينما ظهر علي معلول بشكل مميز هجوميًا كالعادة. إمام عاشور كان نجم الوسط بلا منازع، بتحركاته وكراته القصيرة والبينية التي شكلت مفتاح لعب أساسي.
الفوز لم يكن فقط معنويًا، بل جاء في توقيت مثالي بعد خسارة بيراميدز أمام فاركو، ما يعيد حسابات الصدارة ويمنح الأهلي دفعة قوية في مشوار الحفاظ على اللقب. كما منح كولر الفرصة لعدة عناصر بديلة لتقديم أنفسها بقوة، مما يوسع من قاعدة الخيارات في المباريات المقبلة.
في المقابل، بدا حرس الحدود عاجزًا عن مجاراة الإيقاع السريع للأهلي، واكتفى لاعبوه بالدفاع دون فاعلية هجومية تُذكر، ما يدق ناقوس الخطر حول مستواه في الجولات القادمة.
أثبت الأهلي أنه حاضر بقوة في معركة القمة، وأن شخصية البطل لا تغيب مهما بلغت المنافسة. ويبقى أمامه تحديات كبيرة، لكن بعروضه الأخيرة، فإنه يبدو الأقرب للقب إن استمر على نفس النهج والانضباط التكتيكي.