شهدت جامعة الزقازيق صباح اليوم الأحد 4 مايو 2025 حادثًا مأساويًا، حيث لقيت الطالبة “روان ناصر عبد الحميد”، 22 عامًا، مصرعها بعد سقوطها من الطابق الرابع بمبنى كلية العلوم أثناء اليوم الدراسي، في واقعة هزت المجتمع الجامعي وأثارت حالة من الحزن بين زملائها وأعضاء هيئة التدريس.
وكانت قوات الأمن بمديرية أمن الشرقية قد تلقت بلاغًا في تمام الساعة التاسعة صباحًا من إدارة الجامعة يفيد بسقوط طالبة من أعلى مبنى كلية العلوم. وعلى الفور، انتقلت قوة من قسم شرطة أول الزقازيق إلى موقع الحادث، وتم الدفع بسيارة إسعاف إلى المكان، حيث جرى نقل الجثمان إلى مستشفى الزقازيق الجامعي.
وأكدت التحريات الأولية التي باشرها المقدم محمد فتحي، رئيس مباحث قسم أول الزقازيق، أن الطالبة كانت تؤدي يومها الدراسي بشكل طبيعي، ثم توجهت لأحد أدوار المبنى العلوية، وسقطت من الطابق الرابع في ظروف لم تُحدد بعد. ولم يكن هناك شهود عيان مباشرون للحظة السقوط، لكن بعض زميلاتها أشاروا إلى أنها كانت تمر بحالة من القلق والتوتر خلال الأيام الماضية.
تم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، حيث أمر المستشار أحمد سامي، رئيس نيابة قسم أول الزقازيق، بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة، كما أمر بتفريغ كاميرات المراقبة الخاصة بالمبنى وفحصها بدقة للوقوف على ملابسات الحادث.
ومن جانبه، صرح الدكتور خالد عبد الغفار، رئيس جامعة الزقازيق، بأن الجامعة تتابع تطورات الواقعة بكل اهتمام، وتم تشكيل لجنة من الشؤون القانونية لمتابعة التحقيقات، كما تم تقديم الدعم النفسي لزميلات الطالبة المتأثرات بالحادث.
وعبّر عدد كبير من طلاب كلية العلوم عن حزنهم الشديد، مؤكدين أن روان كانت طالبة مجتهدة وخلوقة، وتحظى بمحبة الجميع. وأطلق زملاؤها حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “#حق_روان” للمطالبة بالتحقيق الشفاف في الحادث وضمان عدم تكرار مثل هذه الوقائع.
وفيما لا تزال التحقيقات جارية، تنتظر أسرة الطالبة تقرير الطب الشرعي لمعرفة ما إذا كان الحادث عرضيًا، أم أن هناك شبهة جنائية أو انتحار.
جدير بالذكر أن هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان مطالبات سابقة من طلاب الجامعة بزيادة عوامل الأمان في المباني المرتفعة، خاصة تلك التي لا تحتوي على حواجز حماية كافية أو كاميرات مراقبة كافية في الأدوار العليا.
وتستمر النيابة العامة في استدعاء شهود العيان وزملاء الطالبة وأعضاء هيئة التدريس لمعرفة آخر ما دار بينها وبين من حولها قبل لحظات من السقوط، على أن تُعلن نتائج التحقيق فور الانتهاء منها خلال الأيام المقبلة.